آخبار عاجل

 الأبن وتحمل المسئولية..ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (59)

17 - 06 - 2021 8:16 3466

المسئولية ماذا تعني؟ وكيف يتعلمها الابناء                          
 نتطلع كأباء إلي أن يتعلم ابناؤنا الاحساس بالمسئولية ونعتقد بأننا نستطيع أن نحقق ذلك من خلال ما نفرقه عليهم من واجبات يومية قد يطلب الأب من ابنه القيام بمسئولية رمي القمامة يومياً أو قص حشيش الحديقة مرة في الاسبوع أو ترتيب غرفته عندما ينهض من النوم لكي يتعلم تحمل المسئولية وقد تطلب الأم من ابنتها أن ترتب سريرها كل يوم أو أن تحتفظ بغرفتها نظيفة لكي تزرع في  نفسها الاحساس بالمسئولية .
 إلا أن خبراء التربية يؤكدون أن هذا الاحساس لا ينمو  في نفوس الابناء من خلال ما نفرضه عليهم من اعمال روتينية بل بالعكس إذ قد ينتج عنه صراع بينهم وبين ابائهم يسيء إلي علاقتهم بهم لما يستشيره من مشاعر الغضب والاستياء في نفوس هؤلاء الابناء كما أن اصرار الأب علي أن يقوم ابنه بواجب يومي سيجعله مرغماً علي طاعته لاراغباً في تحمل المسئولية لأن هذه الرغبة لا تنمو بالفرض وانما بشكل طبيعي من خلال ما يمتصه هذا الطفل من قيم اخلاقية واجتماعية ايجابية في البيت والمجتمع المحيط به اثناء نمو شخصيته وهي التي تزرع في نفسه الاحساس بالمسئولية نحو اسرته ومجتمعه .
 والمؤسف هنا أن معظم الاباء لا يدركون أو يتجاهلون حقيقة كونهم قدوة لابنائهم فيتصرفون باسلوب لا يحمل روح المسئولية نحو اسرهم ومجتمعاتهم ثم يتطلبون من ابنائهم أن يشعروا باهمية هذا الاحساس بينما لن يتعلم هؤلاء الابناء الاحساس بالمسئولية مثلما ذكرت من قبل إلا من خلال امتصاصهم لما تحمله تصرفات ابائهم اليومية من قيم اخلاقية سوف تنغرس في نفوسهم وتشكل احكامهم الخاصة فكيف نريد لهؤلاء الابناء الاحساس بالمسئولية وهي غير متواجدة في نفوس آبائهم ؟
 كما تؤكد لنا وقائع الحياة أن الطفل المؤدب الملتزم باداء واجبات حياته اليومية قد لايكون قادراً علي أن يتخذ قرارات مسئولة تتعلق بحياته أو مستقبله لأن والديه لا يتركان له الفرصة ليعبر  من خلالها عن رأيه وانما عليه أن يطيع ما يصدر اليه من أوامر  بينما يحتاج كل طفل إلي مساحة من حرية الاختيار لكي يتعلم كيف يختار ويصدر احكامه ومن خلال ذلك سينمو الاحساس بالمسئولية في اعماقه.
والخطأ الذي يرتكبه أكثر الآباء يتمثل في عدم اعداد ابنائهم لكي يتعاملوا  مع مشاعرهم السلبية والسبب في ذلك يعود إلي ان الآباء أنفسهم لم يعلمهم آباؤهم أن يفعلوا ذلك .
فتري مثلاً كيف ينكر الأب مشاعر الكراهية التي يبديها ابنه لاخيه قائلاً له: أنت بالتأكيد لا تعني ما تقول أنت تعلم أنك تحب أخاك الصغير أو يستنكر علي ابنه أن يشعر بذلك الشعور فيقول له :
 لست أنت بالتأكيد الذي تكره أخاك وانما هو الشيطان في داخلك .
أو يهدد الآب ابنه قائلاً: إذا سمعتك مرة اخري تذكر امامي أنك تكره اخاك سأضربك .. الاطفال الطيبون يحب أن لا يشعروا بالكراهية لاحد أو يحاول تجميل مشاعر ابنه بأن يقول له : من المؤكد أنك لاتكره اخاك وانما لا ترتاح اليه عليك أن تترفع عن هذه المشاعر اذن ماذا فعل الاب من خلال هذه التعليقات ؟ 
 لقد انكر  وهو يتعامل مع ابنه حقيقة هامة تتلخص في أن المشاعر مثل الانهار لا يمكن ايقافها وانما يمكن تحويلها إلي مكن أخر والمشاعر القوية أو الغاضبة مثل المياة الفائضة في النهر لايمكن انكارها أو تجاهلها لأننا عندما نفعل ذلك فإننا بذلك نعد انفسنا لكارثة قادمة .. 
لذلك كان علي هذا الأب أن يدرك مدي قوة مشاعر ابنه السلبية وحقه في التعبير عنها أو يحاول تحويلها عن مسارها بمهارة ولكي يخلق جواً من التفاهم والحب بينه وبين ابنائه 
تري ما هي الطرق التي علينا أن نتبعها لكي نجعل من معاملتنا اليومية لأبنائنا قادرة علي زرع الاحساس بالمسئولية وغيرها من الصفات الايجابية في شخصياتهم .
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved